habiba عضو جديد
عدد المساهمات : 37 تاريخ التسجيل : 21/07/2009 العمر : 33 الموقع : fe alb Hoven
| موضوع: أعطته نفسها الخميس 13 أغسطس 2009 - 22:57 | |
| أحببنا بعضنا بجنون، لا.. لا.. بل هو الذي أحبني أولاً بجنون. كان لا يستطيع أن يمر عليه اليوم دون أن يكلمني، وبعد ذلك لم يعد يستطيع أن يقضي يومه دون أن يراني حتى لو من شباك المدرج 13 في الدور الأرضي. ما أجمل اللهفة التي أراها تلتهب في عينيه وكل ثنايا روحه. أشعر أنه لي؛ بل إنه طفلي. ومع ذلك كنت أتلذذ بالتمنع حتى بالكلمة. لم أكن سهلة المنال؛ فأنا أعرف أنه يحبني ويموت فيّ وفي أي شيء مني؛ في كشاكيلي وكتبي التي يحضنها فأحس بحرارته ورائحته فيها بعد أن يتركها. ثم أنه لم يكن الأول الذي يقع في حبي وأتمنع عليه؛ لكن الفرق أنني كنت أتمنع على الآخرين وأنا رافضة بصدق لحبهم وميلهم نحوي أو حتى إعجابهم. أما حبيبي ولا حبيب لي غيره، فكنت أثقل عليه لأؤرق مضجعه، ليلتهب قلبه بحبي حتى شغافه، ولكي أسري في روحه كالدم.
قربنا من بعضنا.. قرب بيننا المسافات حتى تلك التي أضعها عمداً لأستمتع بمشاهدته أمامي وهو مرتبك، ويحاول إخفاء ارتباكه وضعفه بأي كلام، أو أي موضوع. لم يكن يستطيع... كانت تكفي ابتسامة خفيفة مني بجانب فمي وإمالة لعيني فيتوقف عن الكلام وينخرط كلانا في ضحك هستيري بين الأصدقاء لا يعلم سببه سوانا.. كأنني أقول له "كشفتك" والصب تفضحه عيونه. وبينما يزداد حبه لي ويقدم لي دلائل على أنه ليس في استطاعته العيش بدوني، كان حبي له يغرقني ويضعف من محاولاتي بحفظ مسافة جائزة بيننا.
تعدينا مرحلة الكلام واللقاءات في الجامعة في "الباك يارد"، وكذلك اللقاءات خارج الجامعة. حتى وصلنا لوقت كان لابد من معرفة إلى أين نتجه؛ لأن كل واحد لم يعد يطيق ذلك المتمرد بين جنباته، ولم يعد يحتمل ألم الشوق والابتعاد عن جزئه الثاني لحظة فما بالكم بساعة من نهار أو ليل؟!
"هنتجوز"... قالها بعنف وإصرار لما سألته: "ماشي، إحنا بنحب بعض، طيب وبعدين؟!" لن نستطيع أن نصبر حتى نتخرج ويفاتح أهله وهو على أي حال جاهز وغني.
لن يكون لغيري ولن أكون لغيره.. كنت أعلم ذلك عن يقين وكأني أقرأ في كتاب مفتوح أو أنني مكشوف عنّي الحجاب. ولذلك بدأ عطائي الممنوع له. وكما كنت أتلذذ بحرمانه مني ومن كلامي في السابق، صرت أستمتع باحتياجه لي ككل شيء. كنت أبحث عن كل غالٍ لأبذله له، ولم يكن هناك أغلى مني، ولا أستطيع أن أصرح بأكثر من ذلك. أعلم أن ما فعلته خطأ لكنه سيكون لي وسأكون له.. أعلم ذلك. ثم هل أترك فرحتي ببذرة حبنا وأنا أشعر بها في أحشائي وأتشاغل عنها بكيف، ولماذا، وماذا بعد ذلك؟! لا طبعاً... سأعيش اللحظة حتى آخرها وحتى يتوج حبنا بالزواج كما اتفقنا. تحملت كتماني للخبر شهراً كاملاً؛ لأنني كنت أريد أن أتأكد أولاً، ثم أننا دخلنا على فترة امتحانات نصف السنة.
ولما حان الوقت، طرت إليه أزف الخبر وأنا أشعر أن كل الدنيا فرحانة معي، وأن الله سيسامحني لأن نيتي حسنة، وستتضح لما نتزوج -إن شاء الله- في أقرب وقت يكون فيه جاهزاً. لما أخبرته سكت وطلب مني أن أعيد عليه ما قلته، وكررته وهممت بالارتماء في حضنه لعله يسع فرحتي. ردني بقسوة...
- إزاي ده يحصل؟ إنتِ عارفة بعملتك دي إنت هببتِ إيه؟ لازم تنزليه... - يا حبيبي ده ابننا أو بنتنا، إنت كده بتقتله.. - أنا ما ليش دعوة بحكاية ابني ولا بنتي... إزاي هتنسبيه أو على أي أساس؟ كنت لا أصدق ما يقوله أو ما أسمعه. ولم أكن متأكدة إذا كان هذا الكلام يخرج منه أم من أحد يقلد صوته. - يا عمري مش إحنا متفقين إننا أول ما نتخرج هنتجوز؟ كلها 3 شهور، الترم الأول عدى وباقي الترم التاني، ونتجوز. وبعدين هاكون أنا لسه في شهوري الأولى وما حدش هياخد باله.
لم يكن يسمعني أبداً. ظل يقول بعصبية لازم ينزل... لازم تنزليه... ومصر أن يأخذني للمستشفى لكي أجري العملية. مازلت أحاول معه، لا يسمع لي إلا نادراً وحين يطلع النهار كأنه لم يقل شيئاً. بدأت أشعر أنه لا يكون معي ولا يكون حبيبي إلا إذا كان في حاجة لي. لماذا؟ لا أعرف.. ما الذي غيره من ناحيتي؟ لماذا لم يعد ذلك الملهوف الولهان؟ لماذا لم يفرح بالخبر؟.. ألم نتفق على الزواج؟! ألم آخذ منه وعداً بذلك؟! ألم أعطه نفسي إثباتاً على صدقي وأنا التي كنت أتمنع عليه وهو الذي كان يحلم بأن أقول له أحبك؟! يا ناس أنا لا أقدر على البعد عنه.. لكنني في نفس الوقت لا أستطيع أن أضحي بما داخلي الذي يذكرني أنه يحبني وأنه سيكون زوجي. لقد ضحيت من أجله بـ.... ضحيت بنفسي ألا يكفيه ما فعلت لأجله؟! تبادر لذهني أن تضحيتي كانت غلطة قد أندم عليها وأدفع الثمن وحدي. وبدأت أخاف.
| |
|